فضيلة الشيخ قد أظلتنا إجازة الصيف وهي إجازة طويلة فما أهم الأمور التي ينبغي أن يشتغل بها الشباب في هذه الفترة.. . ؟
الرد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بارك الله فيك أيها الأخ الكريم على اهتمامك بوقتك.. . ونحن نقول لك إن الإجازة الصيفية قد كيفها الناس على أنها فترة للنوم والتسكع في الشوارع والأسواق وإضاعة الأوقات الثمينة في أمور لا فائدة منها.. . والعاقل هو الذي يهتم لساعات العمر التي لا يمكن تعويضها بأي طريقة وهكذا كان آباؤنا وأسلافنا رحمهم الله.. .
والإجازة بهذا الطول أصبحت مصدرا للتعب والكسل عن كل خير، والحازم الحكيم هو من يعطي كل ذي حق حقه من الرعاية والاهتمام.. .
وقد أفرزت السنوات الماضية تجارب مشرقة في أشكال من الاستفادة من الإجازة مع الإبقاء على وقت كاف للتسلية والاستجمام المفيد.. ومن أبرز تلك التجارب تجربة الدورات الصيفية المختصة بحفظ القرآن الكريم، قال صلى الله عليه وسلم: -
" ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله - تعالى- يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" وكذلك الدورات التي تعتني بحفظ المتون العلمية وغيرها.. .
وكل الذين شاركوا في تلك الدورات خرجوا بنتائج مرضية مع أن أوقاتهم لم تتأثر وقد قال صلى الله عليه وسلم: - " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة".
ولعل توزيع الأوقات والتخطيط المسبق لهذه الإجازات مما يعين على الاستفادة بشكل أفضل.. . وليكن أول ما تركز عليه حفظ كتاب الله عز وجل فهو أعز مطلوب وأفضل ما يبدأ به الطالب حياته العلمية، وكذلك كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، ونعمة الفراغ نعمة عظيمة أخبر عنها صلى الله عليه وسلم بقوله: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " رواه البخاري.
ومن المهم التنسيق مع الأهل وجعلهم يستعدون لتقبل هذا البرنامج إذ هذه الدورات ربما احتاجت لتعديل جداول الإجازة المعتادة لتتلاءم مع البرامج الموجودة والمعمول بها بشكل تقليدي لدى بعض الناس.
عليك بالحرص على الرفيق الصالح الذي يشاركك الهم والهدف، فإنه يشد من أزرك ويعينك عند الملل ويدفعك عند تسرب الكسل.. ويعينك على تثبيت حفظك عن طريق مراجعة كل منكما للآخر.. وهذا مما جرب نفعه.
تتفاوت الدورات في الترتيب والجودة والقدرة على توفير أساتذة أكفاء فعليك بالبحث عن الأستاذ الأكبر قدرة والأطول تجربة فإن الاستفادة منه تكون أعظم وأسرع وأرسخ.
أهم ما يتعلمه الشاب هو الخلق والسمت الطيب فاحرص على كل ذلك وهي أمور تمكن تربيتها وزيادتها، بل وحتى إيجادها لمن كان فاقدا لهذه الأخلاق النبيلة.. . وقد قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،، ،
المصدر: موقع رسالة المرأة